رسالة المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي إخواني الأعزاء , كلنا يعرف التاريخ , وكلنا يعرف كيف كان العلم والحضارة العلمية في أيدي العرب , وكيف كان الغرب في الماضي يرتع في غياهب الجهل والخرافات , بينما كان العالم العربي في أوج تقدمه وإزدهاره.

دوماً نتذكر الماضي …ونتفاخر فيه أحياناً…ونتحسر على حالنا أحياناً أخرى…

لكن دعونا الآن ننظر إلى الموضوع نظرة مفكرة علمية جادة…هل تفاخرنا أو تحسرنا كافي؟؟ هل هذا هو جلّ ما نستطيع القيام به …هل هذه هي رسالتنا في الحياة – النظر إلى إنجازات أجدادنا وأسلافنا دون أن نحرك قيد أنملة للتحرر من واقعنا المتخلف هذا , أو القيام بحركة جادة مفيدة تغيير وجه التاريخ ؟!

إن كانت هذه هي رسالتنا ..فما أسخفها من رسالة … , لكن بالتأكيد , وأنا واثقة بأن كل واحد منا لا يقبل بذلك , وبأنه يشعر في أعماق نفسه بأنه قادر على إحداث تغيير إيجابي على وجه هذه البسيطة…ولكن ربما يشعر للحظات بأنه وحيد,وقد يقول في نفسه ” الكف الواحدة غير قادرة على التصفيق” فيتجاهل الفكرة ويستمر في هذه الحياة الروتينية, أو ربما يحاول الإقدام على طرح افكاره عسى أن يجد من يساعده في تطويرها قدماً ويقف إلى جانبه بحثاً عن حل جدي ينتشل ركام حضارتنا من واقعها المأساوي الحالي..ولكنه أيضاً قد يواجه بكثير من السخرية والاستهزاءات التي بدورها قد تحبطه فما أكثرهم الأشخاص الذين قد يواجهونه – أو يواجهوا مثل هذه الأفكار – بالقول ” يكفيك أحلاماً ” , “هههههههه هل تريد أن تغيير وجه العالم ” ….وإلى غير ذلك من التفاهات , غير مدركين بأنهم جاهلون أو غافلون عن قوة الإرادة  البشرية, وكيف أن رجلاً واحداً قادر على تغيير العالم بأسره .

حسناً ما الذي بإمكاننا القيام به الآن , كلنا يعرف بأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة , وأول ما سنقوم به الآن هو الاستفادة من التاريخ بحد ذاته, ولنمحص النظر في صلب القضية, كيف انتقلت الحضارة للغرب؟؟

ببساطة :

1:  كان الغرب يؤمنون بقدرتهم على تغيير واقعهم بالدرجة الأولى .

لم يأت تقدم الغرب هكذا من فراغ، بل جاء بعد قرون من الصراع خاضها العلماء في الغرب دون كلل أو ملل في مواجهة رجال الدين، إلى أن توج هذا الصراع في النهاية بانتصار واضح لمنهج العلماء المستند إلى التساؤل والشك والتجربة، على المنهج الذي كان يقوده رجال الدين في الغرب المستند على اليقين والخوف من طرح الأسئلة وكراهية الفلسفة والفلاسفة

2:  عبر حركة ترجمة العلوم بشكل تدريجي, حيث كانوا يقومون بإحضار الكتب العلمية في شتى المجالات من العرب ويعكفون على ترجمتها إلى لغاتهم,  وبذلك انتقلت كثير من المؤلفات والمصنفات العربية إلى أوربا، و تم نقل محتوياتها وتمثيل مضامينها عن طريق الترجمة كما فعل كثير من العلماء والمستشرقين الغربيين.

لينشأ بعد ذلك جيل واع على هذه العلوم السليمة المترجمة , ليأخذ بها ويدرسها منذ صغره ليطورها ويبدع في مجالها عند كبره. (أي انهم كانوا ذوي أفق واسع وتخطيط على المدى البعيد – ولا زالوا – ففي الوقت الذي نتصيد نحن فيه صوص اليوم , يتربصون هم دجاجة الغد التي تولد لهم عدد كبيراً من الصيصان).

أما بالنظر إلى العامل الأول ,فنجد بأنه بالأجدر بنا أن نملك هذا الإيمان بالقدرة على التغيير الإيجابي , ألا وربنا الله وهو ثقتنا وعليه توكلنا , وما خاب من توكل على الله وجعل جل ثقته وإيمانه بالله.

وبالنسبة للعامل الثاني,فما شاء الله عليكم كلكم مثقفون ومتعلمون , وقد حباكم الله بعقول نيرة أنتم مسائلون فيما بعد عن استخدامكم لها.

فما الذي ينقصنا إذن, لا شي سوى أن نتوكل على الله ونخط بأيدينا خير رسالة لنا على هذه الأرض, لنشعر بأننا قد أدينا ما علينا بالحد الأدنى تجاه نعمة العقل والعلم التي حبانا الله تعالى بها.

,

  1. #1 by Jehazee on أفريل 16, 2009 - 4:23 م

    هو .. لم يترك العرب علمهم الا حين انشغلو عن دينهم وانصرفو الى لهو الدنيا تاركين كل ماهو مهم بالحياه ومنصرفين عن التفكير بالاخره

    اما عن الغرب فالغرب لم يخططو لجيل واعاً بل كان العلم يختص طبقات والكتب غاليه جداً ,

    يكاد من يملك مكتبه ان يصبح ثري جداً .. 🙂

    ولكن لصدفتاً حدثت وشرحها يطول وصلو الى هذا العلم .. ولان الرسول حدثنا عن يوم نكون فيه كثر ولكن كغثاء السيل كثيرون وغير مؤثرون

    اللهم اني اسالك الرحمه والعطف بالعباد يا ارحم الرحمين

    وشكرا على المقاله الطيبه

  2. #2 by schwarztiger on أفريل 17, 2009 - 8:31 ص

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي المحترم عبد الرحمن , مشكور على مداخلتلك اللطيفة على الموضوع , وأرجو من الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير
    “وما توفيقي إلا بالله”
    والسلام

  3. #3 by علاء on ديسمبر 24, 2010 - 11:23 ص

    والله قلت فأجدت
    لا فظ الله فوك وأدامك على الحق دائماً

    تحياتي

  4. #4 by schwarztiger on جانفي 23, 2011 - 7:20 م

    سلام عليكم
    شكرا لك اخي الكريم على مرورك
    ونور الله تعالى قلوبنا وقلوبكم بالعلم والايمان
    وبإمكانك متابعتي على موقعي الجديد
    mathaheb.com
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  5. #5 by Mortadah Mohammed on أفريل 11, 2013 - 7:08 م

    الله ايوفقكم على فعل الخير يا رب وانشاء الله في المقدمة دائما

أضف تعليق